يعد الاستثمار في المطاعم والمقاهي في الفترة الحالية من أفضل القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها، خاصة مع إلغاء القيود وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد انحسار فيروس كورونا، ومع ذلك، ليس بالضرورة أن تكون طاهيًا للاستثمار في المطاعم، حيث يمكن بصفتك ممولًا تزويد العملاء بتجربة تناول طعام رائعة، والتعاون مع الآخرين الذين يشاركونك رؤيتك لتقديم أفضل تجربة للعملاء.
لماذا تبدو فكرة الاستثمار في المطاعم والمقاهي جذابة؟
إذا كنت تفكر بالاستثمار في مجال المطاعم والمقاهي فهناك العديد من الأسباب التي تجعل هذه الفكرة مقنعة وجذابة منها:
- تناول الطعام في الخارج يزداد
بطبيعة الحال كل شخص عليه أن يأكل، ولكن ليس كل شخص لديه الوقت الكافي للطهي، وفي عصر السرعة الذي نعيشه وازدحام المهام وكثرة الأعمال، يحتاج كثير من الناس للراحة، وإعطاء مهمة طهي الطعام لأشخاص آخرين، لذلك يلجأون إلى المطاعم والمقاهي، ما جعل هذه المشاريع محط اهتمام رواد الأعمال والمستثمرين، وصارت المنافسة شرسة، ولجذب المزيد من العملاء عليك تسويق مطعمك بكل السبل الممكنة، ولكن النقطة المهمة هي أن نسبة كبيرة من السكان تفضل بالفعل تناول الطعام بالخارج بانتظام.
- تنوع نماذج عمل المطاعم
في الوقت الحالي تعمل العديد من المطاعم على تنويع نماذج عملها والقوائم التي تقدمها، ولا تكتفي بنموذج أو قائمة واحدة فقط، مثلًا نجد بعض المطاعم تُركز على نموذج توصيل الطعام، بينما البعض الآخر يركز على نموذج تقديم الطعام بحسب طلب الزبون في الموقع، ومن ثم يمكن أن تكون المطاعم من أي حجم تقريبًا، ويمكنها تشغيل سلسلة من نماذج العمل عندما يتعلق الأمر بنوع الطعام الذي يتم تقديمه والجو والسعر، ما يتيح لك التخصص في نوع المطعم الذي يناسب تفضيلات العملاء.
- المطاعم جزء مهم من الثقافة الحديثة
في السنوات الأخيرة، انفجرت ثقافة الطعام في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، وهذا يعود إلى أسباب عديدة، مثل: شعبية البرامج التلفزيونية الواقعية التي تنطوي على الطهي، والانتشار الكبير لكتب الطبخ والمواقع الإلكترونية والدورات التدريبية التي تدرس جوانب مختلفة من الطهي.
بالإضافة إلى توجهات المطاعم الجديدة الأكثر تخصصًا، التي تعمل على نشر مجموعة واسعة من الأطعمة والمأكولات التي تجمع بين التقاليد المختلفة، ومن ثمّ فإن الاستثمار في هذا المجال يتيح لك المشاركة في هذه الثقافة الفرعية المثيرة للأطعمة.
- التكنولوجيا الحديثة تجعل فتح مطعم استثمارًا ذكيًا
تتغير وسائل الترويج للمطاعم والمواد الغذائية بسرعة مع انتشار التطبيقات التي تتيح للعملاء طلب الطعام بسهولة، حيث جعلت هذه التطبيقات الأمر أكثر بساطة من أي وقت مضى للعملاء لطلب وجبات بواسطة هواتفهم، في حين أن العديد من المطاعم بدأت بالفعل في تقديم خدمات توصيل المطاعم سواء بطريقتها الخاصة أو بالشراكة مع شركات توصيل الطعام الأخرى، ما يعني أن هذا النموذج وُجد ليستمر.
ما هي إيجابيات وسلبيات الاستثمار في المطاعم؟
ربما تكون صاحب أموال تخطط للاستثمار في مطعم راقٍ، أو لديك صديق بدأ مطعمه الخاص ويطلب منك الاستثمار فيه. في كلتا الحالتين، عليك النظر إلى العديد من الإيجابيات والسلبيات التي يجب عليك مراعاتها قبل أن تبدأ.
إيجابيات الاستثمار في المطاعم
- يمكنك الحصول على عائد استثماري جيد: بطبيعة الحال لن تصبح غنيًا بين عشية وضحاها عندما تستثمر في المطاعم، ولكن إذا كنت محظوظًا واستثمرت أموالك في شركة مربحة، فمن المحتمل أن تجني عوائد كبيرة من استثمارك.
- معرفة المزيد عن الصناعة: وهذا يعتمد بشكل كبير على نوع المستثمر الذي ستكون عليه، إذا قررت أن تكون مستثمرًا نشطًا، فمن المحتمل أن تنغمس بشكل كلي في الإدارة والمساهمة في العمليات التشغيلية للمطعم، والمكافأة التي ستحصل عليها هي الحصول على رؤى أعمق في أعمال المطعم وكيفية سير استثمارك.
- يمكنك المساعدة في إنشاء علامة تجارية دائمة: إذا أصبح المطعم الذي استثمرت فيه ناجحًا، سيكون لديك شعور بالرضا، مع العلم أنك لعبت دورًا في رحلة نجاح مميزة، وهو شيء لا يختبره الكثيرون.
سلبيات الاستثمار في المطاعم
لكل شيء إيجابياته وسلبياته، ومن أبرز سلبيات الاستثمار في المطاعم:
- التعامل مع عديمي الخبرة: إذا قررت أن تكون مستثمرًا سلبيًا، فقد تقوم بتسليم أموالك لأشخاص يعرفون أو لا يعرفون كيفية تشغيل مطعم بشكل صحيح، وإذا اتضح أنه الأخير، فقد لا يتم إدارة الأعمال التي استثمرتها بشكل صحيح، وهناك فرصة لإغلاق أبوابها عاجلاً وليس لاحقًا.
- يمكنك خسارة المال: تمامًا كما هو الحال مع أي نوع من الاستثمارات، تأتي شركة المطاعم مع مخاطر متعددة، فمن الممكن أن تفقد استثماراتك إذا لم يتم إدارة الشركة من قبل المؤسسين والمالكين بشكل صحيح، كما يمكنك أيضًا خسارة المال إذا كان المطعم ببساطة لا يجذب العملاء ويحقق أي إيرادات.
- ستحتاج إلى العمل الجاد: في بعض الأحيان ستحتاج إلى أن تعمل بشكل أكثر قربًا إذا قررت أن تكون مستثمرًا نشطًا، وبشكل خاص مع المطاعم الجديدة التي لا تملك الميزانية لتوظيف المزيد من الموظفين.
نصائح للحفاظ على أموالك عند الاستثمار في المطاعم والمقاهي
يمكن أن يكون الاستثمار في المطاعم والمقاهي اختيارًا ممتازًا لكل من مسار حياتك المهنية والنمو الشخصي. وفيما يلي بعض النصائح التي يجب عليك وضعها في الاعتبار:
اختيار نوع الاستثمار الذي تقوم به
عندما تستثمر في مطعم، فيجب ألا تقتصر على خيار واحد، حيث يمكنك اختيار التكوين الذي يناسب احتياجاتك وموقفك المالي. مثل:
- قد يكون لديك مفهوم مطعم وتريد فتحه كمالك وحيد.
- يمكنك الاستثمار في مطعم جديد أو حالي مع شركاء، ما يخفف من الحمل من حيث الاستثمار والمسؤولية طالما اخترت الشريك المناسب.
- يمكنك الاستثمار في امتياز Franchise بدلًا من فتح مطعم مستقل.
دراسة الأرقام وتحليلها
عند الاستثمار في مطعم، من المهم أن تنظر إلى خطة العمل والمقاييس الرئيسية، مثل التدفق النقدي المتوقع والنفقات، ومن ثمّ قم بإنشاء توقعات مبيعات تمنحك فكرة عما يمكنك توقعه في جميع تكاليفك، وإذا كنت تفكر في مطعم جديد، فعليك إجراء أبحاث السوق ودراسة التركيبة السكانية في المنطقة الجغرافية.
دراسة المنافسين وتتبعهم
ليست فقط المطاعم في منطقتك الجغرافية ولكن أيضًا في المنطقة المحيطة بمطعمك، حيث قد يبدو موقع مطعمك حاليًا مثاليًا، ولكن إذا كان هناك الكثير من المنافسة أو أن تكاليف التشغيل مرتفعة للغاية ولا تحقق الربح المتوقع فقد تحتاج إلى البحث في مكان آخر.
العمل مع مستشار تطوير المطاعم
يمكن أن يكون الاستثمار في المطاعم والمقاهي بدايةً لرحلة مثيرة ومربحة. ومع ذلك، قد يكون من الخطأ أن تفعل كل شيء بنفسك، حيث يمكن أن يؤدي العمل مع مستشار تطوير المطاعم ذي الخبرة إلى جعل المهمة أسهل، يقوم هؤلاء المستشارون في تطوير مفهوم المطعم، وإيجاد الموقع الصحيح، وتطوير القوائم المثالية، وغيرها.ختامًا، يمكن أن يكون الاستثمار في المطاعم استثمارًا جيدًا، ومع ذلك لديه معدل فشل مرتفع خاصة خلال السنوات الأولى، مما يجعله استثمارًا عال المخاطر، لذا إذا أردت الاستثمار في مطعم، يمكنك الاستثمار في مطعم جاهز، وتذكر يجب عليك دراسة البيانات المالية جيدًا قبل الموافقة على الاستثمار.