ما ضرورة أن يتحلى رائد الأعمال بالذكاء العاطفي؟

شارك

جميعنا نحلم بأن نصبح رواد أعمال ناجحين في مجال عملنا، وعندما نفكر بصفات رائد الأعمال الناجح فأول ما يخطر على البال هو الذكاء والثقة بالنفس والإرادة القوية والقدرة على التكيف مع التغيرات واتخاذ القرارات الصعبة، ومن دون شك فإن الصفات السابقة هامة للغاية، ويجب على كل رائد أعمال أن يمتلكها في حال أراد النجاح في سوق العمل.

 لكن في الحقيقة توجد مهارة إضافية لا يمتلكها الكثيرون، لها دور كبير وأهمية هائلة في نجاح رائد الأعمال وهي الذكاء العاطفي، فما هو الذكاء العاطفي وما دوره في نجاحك كرائد أعمال؟

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو القدرة على ملاحظة وفهم وتقييم والتحكم بمشاعرك واستخدامها؛ حتى تتمكن من التأثير بشكل إيجابي على مشاعر الآخرين من حولك، ففي حال كنت مدرك ولديك الوعي الكافي بمشاعرك وذاتك، فسيزداد وعيك لمشاعر الآخرين والذي سيساعدك بشكل كبير في حياتك وعلاقاتك الاجتماعية، كما له دور مهم في مجال إدارة الأعمال، فالذكاء العاطفي هو الذي يدعم العلاقات بين الناس ويساعد على استمرارها على المدى الطويل.

رائد الأعمال الذي يتمتع بالذكاء العاطفي يخصص الوقت والطاقة لتكوين علاقات جيدة مع الأشخاص من حوله، ما يساعده على إدراك مشاعرهم ومكنوناتهم، كما يتمتع بصفات الثقة بالنفس وتقدير الذات والهدوء والقدرة على التكيف مع التغيرات بسرعة وفعالية واتخاذ القرارات الحاسمة، وهذا سيجعل منه مدير وقائد أفضل؛ لذلك أنت كرائد أعمال يتعامل مع مختلف أنواع الأشخاص فإن مهارة الذكاء العاطفي مهارة ضرورية للغاية لمساعدتك للوصول إلى النجاح الذي ترغب به.

ما هي مكونات الذكاء العاطفي؟

يقسم الخبراء الذكاء العاطفي إلى أربع مكونات أو أقسام رئيسية وهي:

  1. إدراك المشاعر: وهو الخطوة الأولى لفهم المشاعر، والذي يشمل إدراك الإشارات غير اللفظية مثل: لغة الجسد وتعابير الوجه.
  2. تفسير المشاعر: الخطوة التالية هي استخدام المشاعر لتعزيز التفكير والنشاط المعرفي، تساعد المشاعر على تنظيم ما تنتبه له وتتفاعل معه، فنحن نستجيب بشكل عاطفي تجاه الأمور التي تثير فضولنا وانتباهنا.
  3. فهم المشاعر: تحمل المشاعر التي ندركها كمًّا هائلًا من المعاني، ففي حال كان مديرك يعبر عن غضبه فعليك تفسير سبب غضبه ومعناه، قد يشير لعدم رضاه عن جودة عملك على سبيل المثال، أو قد يعود لنيله مخالفة مرورية في طريقه للعمل أو غيرها من الأسباب.
  4. التحكم أو التعامل مع المشاعر: وهي أهم وأعلى درجات الذكاء العاطفي، فالتحكم بمشاعرك وعواطفك وتفاعلك بشكل لائق وإيجابي تجاه مشاعر الآخرين ركائز هامة للذكاء العاطفي وخاصة في إدارة الأعمال.

ما ضرورة أن يتحلى رائد الأعمال بالذكاء العاطفي؟

يملك معظم رواد الأعمال مجموعة من مهارات التواصل التي تتيح لهم العديد من الفرص، لكن يوجد عدد كبير منهم يفتقر للذكاء العاطفي؛ فأنت كرائد أعمال أو كمدير شركتك، فإن الذكاء العاطفي مهارة لا غنى عنها ولا يمكنك الوصول للنجاح الذي تريده دون التمتع بها، ويعود ذلك لـ:

تسهيل التعرف على رغبات العملاء: فالدخول لرأس العميل وقراءة أفكاره لمعرفة ما يحتاجه حلم كل رائد أعمال، والتواصل المباشر مع العملاء والاستماع لهم يساعد بشكل كبير على معرفة ما يرغبون فيه، كما أن التعاطف مع الزبون يساهم في معرفة كيفية تطوير منتجك لتحقيق مبيعات أكبر وسيساعدك على اكتشاف أساليب تسويقية أكثر فعالية.

تطوير مهارات تواصل أكثر فعالية: من الصعب المحافظة على محادثة عميقة مع الناس في حال كنت غير قادر على التعاطف معهم؛ فإذا كنت غير قادر على تفهم مشاعرهم، ستتراجع فعالية تواصلك معهم وسيزداد تعقيدًا، عليك كرائد أعمال التواصل بشكل دائم مع موظفيك والمستثمرين في شركتك والعملاء والزبائن؛ فذلك سيساعدك على تطوير مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، والذي بدوره سيساعدك على رؤية الأمور من منظور جديد بالإضافة لبناء علاقات قوية مع جميع زملائك وموظفيك والمستثمرين.

توحيد طاقم العمل وقيادتهم بشكل فعال: امتلاكك أنت وزملائك في العمل للذكاء العاطفي، سيساعد على تعزيز روح التعاون بينكم؛ فالعلاقات المبنية على الدعم والثقة والاحترام والأخلاق الجيدة والهدف الموحد تساهم بتعزيز جودة الإنتاج والعمل.

تطوير الوعي الذاتي: قد تستفيد من معرفتك لحالتك العاطفية كرائد أعمال، فقدرتك على التعرف على أسلوب غير مؤذٍ للتعبير عن مشاعرك، يسمح لك بالتحكم بانفعالك ويساعدك على الحفاظ على إدراكك وتركيزك، ما يُساهم بدوره في اتخاذك لقرارات أفضل.

تحكم أفضل بمشاعرك: قيادة شركة ليس بالأمر السهل، ستواجه العديد من العوائق خلال طريقك نحو النجاح، لذلك كرائد أعمال ستحتاج للتعامل مع كل شيء من طلبات العملاء والزبائن الغاضبين والمحادثات الصعبة والانطلاقات المخيبة. قد لا تستطيع التحكم بكل شيء يحدث، ولكن يمكّنك الذكاء العاطفي من تفهم المشاعر بشكل أفضل خلال التحديات والعوائق دون كبحهم أو الانفعال بشكل مفرط في وقت غير مناسب.

كيف يمكنك تعزيز وتطوير ذكائك العاطفي كرائد أعمال؟

الآن وبعد أن علمت أهمية وضرورة الذكاء العاطفي لك كرائد أعمال، فكيف يمكنك الحصول على هذه المهارة أو تطويرها في حال كنت تمتلكها؟ لسوء الحظ لا يوجد طريق سهل أو بسيط، فيجب عليك:

  • القراءة والمطالعة: معظم رواد الأعمال الناجحين يقرؤون مختلف أنواع الكتب خاصة المتعلقة بإدارة الأعمال والذكاء العاطفي، فقراءة قصص نجاح الآخرين يساعد على توضيح الخطوات اللازمة للوصول لنجاح مشابه.
  • الاستماع: فإذا أردت فهم مشاعر الآخرين يجب عليك الانتباه لما يقولونه، خذ وقتك واستمع لما يحاول الناس أن يخبروك به سواء لفظيًا أو بشكل غير لفظي، يمكن للغة الجسد أن تقدم الكثير من المعاني والتفسيرات لمشاعر الشخص.
  • التعاطف: خلال محادثاتك اليومية مع أصدقائك وزملائك وعائلتك، حاول أن تتعاطف معهم وانتبه لما يقولونه وحاول فهم ما يشعرون أو يفكرون به، ويمكنك القيام بذلك عبر وضع نفسك في مكانهم لفهم وجهة نظرهم، ففي معظم الأحيان نرغب أن تتخذ المحادثة اتجاهًا محددًا بدلًا من الاستماع لما يقوله الطرف الآخر والتفاعل والتعاطف معه.
  • فكّر وتأمل: القدرة على تفسير المشاعر جزء مهم من الذكاء العاطفي. فكّر كيف يمكن لمشاعرك أن تؤثر على قراراتك وسلوكك حتى تتمكن من معرفة كيف يمكن أن يتفاعل الناس، ودور مشاعرهم في قراراتهم وسلوكهم.

يساهم الحماس الداخلي لكل رائد أعمال بدفعه للعمل والاجتهاد للوصول إلى النجاح الذي يتوق له، ولكن معرفة الطريقة الصحيحة لتوظيف أفكارك ومشاعرك عند التواصل مع محيطك في مجال إدارة الأعمال هو أمر جوهري ومفتاح النجاح في عملك وبناء علاقات وثيقة متبادلة بين موظفيك وعملائك؛ لذلك يجب عليك الانتباه لمشاعرك ومشاعر الآخرين من حولك لمعرفة ما يقود تصرفاتهم ورغباتهم، وهذا سيقدم معلومات هامة لتطوير المنتج أو الخدمات التي تقدمها الشركة الخاصة بك، وللحصول على معلومات أكثر حول كيفية تطوير مهارة الذكاء العاطفي واتقانها، اشترك الآن في دورة الذكاء الاجتماعي مع المدرب يوسف الدغيشم.

اقرأ أيضًا: منصات وأدوات رقمية تخدم رواد الأعمال

شارك