تستند جميع الأعمال الناجحة حول العالم إلى خطط واضحة ومفصّلة تمّت دراستها منذ البداية، وبالتالي إذا كنت تطمح إلى الارتقاء بمستوى مشروعك، وضمان الحصول على أرباح مرضية، عليك البدء بإعداد دراسة جدوى شاملة للمشروع وتحليل النتائج، فهي الأساس الذي تستند إليه خطة عملك، وتحدد الجدوى والفائدة من مشروعك. تعرّف معنا على أهميّة هذه الدراسة وكيف يمكنك تطبيق نموذج الجدوى بأسهل طريقة.
ما هي دراسة الجدوى وكيف تساهم بنجاح مشروعك؟
هي تقييم للجدوى العملية لخطة أو طريقة تنفيذ المشروع المقترحة، ويتم ذلك عن طريق تحليل عوامل الجدوى التقنية والاقتصادية والقانونية والتشغيلية والزمنية مثل: التحقق من إمكانية الوصول للتقنيات التي تحقق ما تقترحه، ووجود الأشخاص والأدوات والموارد اللازمة، وما إذا كان المشروع سيحصل على عائد الاستثمار الذي تتوقعه منه.
تكمن أهمية إعداد دراسة جدوى ناجحة، في أنها توجّه المشروع إلى الاتجاه الصحيح من خلال مساعدة صانعي القرار على تكوين رؤية شاملة للفوائد والعيوب والحواجز والقيود المحتملة التي يمكن أن تؤثر على نتائجه، والغرض الرئيسي من دراسة الجدوى هو تحديد ما إذا كان المشروع قابلًا للتطبيق، ومفيدًا من وجهة نظر تقنية ومالية وقانونية وتسويقية.
يتم تجميع نتائج دراسة جدوى المشروع في تقرير للجدوى، يتضمن عادةً موجزًا تنفيذيًا ووصفًا للمنتج أو الخدمة المقدّمة، بالإضافة للاعتبارات التقنية واستراتيجية التسويق المتبعة. كما يشمل التقرير وصفًا لطريقة تنظيم العمل وتوزيع المهام بين الموظفين، إلى جانب الجدول الزمني للتنفيذ والتوقعات المالية والنتائج والتوصيات.
ما هي أهم الخطوات لإعداد دراسة جدوى فعالة؟
إذا كنت مستعدًا لإجراء دراسة الجدوى الخاصة بمشروعك، فاتبع هذه الخطوات السبع. يمكنك استخدام نموذج دراسة الجدوى المجاني الموجود على تطبيق أقدم لمساعدتك على البدء.
1. إجراء تحليل أولي
ابدأ بتحديد خطة مشروعك، يجب أن تركز على فكرة مبتكرة غير مطروقة سابقًا، واختيار سوق تكون فيه نسبة الطلب أكبر من العرض والميزات الفريدة التي يجب أن تتمتع بها منتجات أو خدمات المشروع. عليك بعد ذلك، تحديد العوامل السلبية التي لا يمكن التخلّص منها ضمن الجدوى (أي باهظة الثمن، أو غير قابلة للتسويق بشكل فعال، وما إلى ذلك).
2. إعداد بيان الدخل المتوقع
تتطلب هذه الخطوة العمل بشكل عكسيّ، من خلال البدء بتسجيل الدخل المتوقّع من المشروع والمبلغ المخصص لتمويل العمل المطلوب لتحقيق هذا الهدف. يتضمن أساس بيان الدخل، الخدمات المطلوبة ومقدار التكلفة وأي تعديلات على الإيرادات، مثل: آليات التسديد.
3. إجراء مسح للسوق المستهدف
تعتبر هذه الخطوة هي مفتاح نجاح دراسة الجدوى الخاصة بمشروعك، لذلك عليك جعل التحليل شاملاً ومفصّلًا قدر الإمكان. من المهم جدًا الاستعانة بشركة خارجية للقيام بالتحليل إذا لم يكن لدى فريق العمل الخاص بالمشروع الموارد اللازمة لإجراء مسح مناسب.
يمكن أن تمنحك دراسة السوق فكرة واضحة عن الإيرادات وعائد الاستثمار الذي يمكنك توقعه بشكل واقعيّ من المشروع. من أهم الأشياء التي يجب مراعاتها أثناء التحليل: التأثير الجغرافي على السوق، والتركيبة السكانية، ودراسة المنافسين، والحصة التي تهدف للحصول عليها من السوق، وما إذا كان بإمكانك التوسع (بحال نجاح المشروع).
4. خطة تنظيم الأعمال والمهام
بمجرد وضع الأساس للخطوات السابقة، حان الوقت لإنشاء تنظيم وعمليات المشروع المخطط له للحصول على عوامل الجدوى الفنيّة والتشغيلية والاقتصادية والقانونية، دون التسرّع في إعداد الخطة، حيث يجب أن تكون شاملة وتشمل تكاليف بدء التشغيل والاستمرار بالعمل بالإضافة للاستثمارات الثابتة. تتناول هذه التكاليف جوانب مختلفة، مثل: المعدّات اللازمة وطرق التسويق ومكان تنفيذ المشروع والموظفون المسؤولون عنه، وتوفير الموارد والنفقات العامة وما إلى ذلك.
5. إعداد الميزانية المخصصة ليوم الافتتاح
ويشمل ذلك تقديرًا للأصول والموارد المخصصة للصرف، وينبغي أن يكون دقيقًا قدر الإمكان. عليك للقيام بذلك إنشاء قائمة تتضمن الأصناف والمصادر والتكاليف والتمويل المتاح. تشمل التكاليف التي يجب مراعاتها أمورًا مثل: استئجار أو شراء الأراضي والمباني والمعدات وتمويل الأصول والحسابات المستحقة للقبض.
6. مراجعة وتحليل جميع البيانات
تعتبر كل الخطوات السابقة مهمة لنجاح الدراسة، لكن تكمن أهمية المراجعة والتحليل بشكل خاص للتأكد من سير جميع الأمور حسب خطة العمل الموضوعة، وعدم الحاجة لتعديل أو تغيير أي جانب أخر. يتم ذلك من خلال إعادة فحص خطواتك السابقة -مثل: بيان الدخل- ومقارنتها بالنفقات والالتزامات، ثم تحديد ما إذا كانت لا تزال واقعية، كما تعد هذه الخطوة أيضًا ضرورية للتفكير في المخاطر والتوصل إلى خطط طوارئ إضافية.
7. اتخاذ القرار النهائي
بعد مراجعة جميع الخطوات وتحليل دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، عليك اتخاذ قرار حاسم حول ما إذا كان المشروع ممكنًا أم لا، وعلى الرغم من صعوبة هذا القرار، تساهم جميع الخطوات السابقة في الوصول إلى قرار صائب ومضمون. كما يجب عليك قبل أي قرار، التفكير في ما إذا كان هذا الالتزام يستحق الوقت والجهد والمال، أو يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للشركة وتطلعاتها طويلة الأمد.
ما هي أنواع دراسات الجدوى المختلفة؟
هناك العديد من الأشياء التي يجب مراعاتها عند تحديد جدوى المشروع، بالإضافة لأنواع مختلفة من دراسات الجدوى التي قد تجريها لتقييم مشروعك من وجهات نظر مختلفة.
1- دراسة جدوى أولية: تتمثل الخطوة الأولى في إعداد دراسة جدوى فعالة، حيث يمكن أن يكون ذلك من خلال اجتماع أعضاء مجلس الإدارة، وإعطاء الأولوية للمشاريع ومناقشة الأفكار المختلفة لتحديد كل ما يشكل فائدة مالية أكبر للشركة.
2- دراسة الجدوى الفنية: تتم من خلال تقدير الموارد اللازمة لتنفيذ المشروع، مثل: المواد الخام والمعدات والعمال. يمكن أيضًا الاستعانة بشركاء خارجيين في حال وجود عمل لا يمكن للشركة تنفيذه بمواردها الحالية.
3- دراسة الجدوى الاقتصادية: بمجرد أن يحدد فريق العمل المواد والمعدات والعمالة اللازمة، يمكنهم البدء بتقدير التكاليف، وذلك عبر الاستفادة من المعلومات الخاصة بالمشاريع السابقة والرسوم والفواتير الخاصة بها، للتوصل إلى تقدير دقيق للتكلفة. يتم بناءً على هذا التقدير، تحليل هامش الربح والتوقعات المالية لتحديد ما إذا كان هناك جدوى اقتصادية.
4- دراسة الجدوى القانونية: يتم إنجاز الدراسة عبر تحديد جميع القوانين والقرارات الحكومية التي قد تؤثر على نجاح المشروع، بالإضافة إلى طلب الحصول على التراخيص الحكومية اللازمة حتى تتمكن من بدء مشروعك دون أيّ مشاكل قانونية.
5- دراسة جدوى السوق: يتم تحديد جدوى السوق اعتمادًا على طبيعة المشروع، وذلك لقياس القدرة الشرائية للشرائح المستهدفة من العملاء، حيث تحتاج على سبيل المثال إلى تحليل عدة متغيرات، مثل: متوسط دخل الأسر في المدينة، والكثافة السكانية والعديد من العوامل الأخرى.
يمكن أن تساعدك منصة أقدم على اتباع هذه الخطوات وإعداد دراسة جدوى شاملة، تضمن لك عدم المخاطرة في البدء بمشروع غير ناجح أو قابل للتنفيذ، وذلك من خلال تحميل تطبيق أقدم على هاتفك الذكي والحصول على نموذج دراسة الجدوى، والتطبيق عليه بشكل مباشر وبخطوات بسيطة وسهلة.
كما تقدم لك المنصة تجربة تعليمية متكاملة في مجال ريادة الأعمال، تحت إشراف أهم الخبرات العلمية والتجارية في منطقتنا العربية، لاكتساب كل المهارات المهنية المطلوبة التي تساهم في نمو مشروعك نحو الأفضل، بأقل تكلفة ممكنة.
اقرأ أيضًا: كيف تقيّم فرص السوق لعملك؟