غالبًا ما تخصص الشركات الصغيرة ميزانية تسويقية محدودة للعمل عليها، ما قد ينعكس سلبًا على تطوّر مشروعك ويقلل من الأرباح. يمكن أن يساعد التسويق الصحيح في تحويل أهداف المشروع إلى حقيقة من خلال تزويد فريق العمل بالتوجيهات والجداول الزمنية والأساليب القابلة للتنفيذ.
تعرّف معنا على أهم الطرق التي يمكنك من خلالها بناء خطة تسويقية ناجحة لعملائك، تأخذ عملك إلى آفاق جديدة دون إنفاق الكثير من المال.
ما هي الخطة التسويقية الناجحة؟
تعتبر خطة التسويق خارطة طريق تساعد على تحديد أهداف المشروع وفهم شريحة العملاء المستهدفة وتحسين أثر الحملات التسويقية على نجاح المشروع، ما يساهم في الحصول على رؤية أوضح عن كل ما يخص أنشطتك التسويقية.
كما تفيد خطة التسويق الناجحة أيضًا في إيصال استراتيجية العمل والأساليب المختلفة القائمة عليها إلى فريق التسويق الخاص بمشروعك، بالإضافة إلى مراقبة مدى نجاح الحملات التي يقوم بها الفريق.
يجب أن تتضمن الخطة التسويقية الناجحة مجموعة من العناصر الأساسية، وتشمل:
- أهدافك التسويقية طويلة وقصيرة الأمد.
- وصف للفئة المستهدفة أو لشخصية العملاء.
- واحد أو أكثر من أساليب التسويق عالية المستوى.
يمكنك أيضًا التفكير في تضمين بعض العناصر الأخرى، إذا كانت خطتك أكثر تفصيلًا، مثل:
- لمحة عامة عن وضع السوق الحالي ومؤشرات الأداء الرئيسية.
- أي اعتبارات تتعلق بالميزانية أو الأمور المالية.
- جدول زمني لتنفيذ الخطة أو إنشاء خارطة طريق متكاملة.
عادةً ما يتم تقديم خطة التسويق على شكل مستند (PDF)، ولكن يمكن أيضًا إعداد نسخة أكثر إبداعًا منها، مثل: إنشاء مخطط بياني أو عرض تقديمي أو حتى صفحة ويب تفاعلية لمشاركة خطتك التسويقية.
تعتبر كل من خطط التسويق والعمل ركائز أساسية في نجاح أي مشروع، لكن غالبًا ما تُستخدم هذه المصطلحات بشكل مشترك معًا، على الرغم من وجود اختلاف كبير بينها، حيث تغطي خطة العمل الاستراتيجية العامة للشركة، من خصائص العلامة التجارية إلى أساليب التسويق على مستوى كل المشاريع، بينما تركز الخطة التسويقية على استراتيجية تسويق كل مشروع أو فرع منه على حدى. وبالتالي يمكن أن تكون إحدى خطط التسويق لاستراتيجيات التسويق الرقمي، وأخرى للوحات الإعلانية، أو تكون خطة التسويق شاملة لحملة واحدة تغطي جميع أشكال التسويق.
لماذا يحتاج مشروعك إلى خطة تسويقية ناجحة؟
تساعد الخطة التسويقية الناجحة على فهم أهداف التسويق للمشروع بشكل أفضل وكيفية تحقيقها، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى، حيث يمكن أن تساعدك خطة التسويق المدروسة جيدًا في:
- فهم عملك بشكل أفضل: يمكن أن يساعدك إجراء بحث شامل عن ظروف السوق الحالية وموقع مشروعك منه على تحديد نقاط القوة والضعف في عملك، فضلاً عن الفرص الجديدة.
- تنسيق أهداف التسويق مع أهداف العمل: تفيد خطة التسويق الناجحة في ضمان توافق أهدافك التسويقية مع رؤية العمل وإظهار مهمته وأهدافه.
- التأكد من أن الجميع يعمل بنفس الصف: إن امتلاك خطة عمل واضحة للتسويق الخاص بالمشروع يسهل على فريق العمل والشركة ككل التعاون معًا لتحقيق هدف مشترك.
- التركيز على ما هو مهم: تقوم خطة التسويق الناجحة على التذكير الدائم بأهدافك واستراتيجياتك، مما يمنعك من الابتعاد عنها.
- اتخاذ قرارات أفضل: يمكن أن يمنعك التخطيط في وقت مبكر من اتخاذ قرارات متسرعة عند ظهور مواقف صعبة.
كيف تبني خطة تسويقية ناجحة؟
على الرغم من وجود أنواع مختلفة من الخطط التسويقية التي تستخدم في مجالات متنوعة، كالخطط السنوية أو الربعية، والتي تخص المحتوى أو وسائط التواصل الاجتماعي، أو الخطط الخاصة بالمنتجات والبرامج التسويقية، إلا أنها تتشابه في كيفية الإنشاء وإدراج عناصر عديدة ضمنها.
1- ابدأ بملخص تنفيذي
عادةً ما يتم إدراج الملخص التنفيذي في مقدمة الخطة التسويقية، وهو في الأساس ملخص قصير أو لمحة عامة عن المشروع والنقاط الرئيسية من خطة التسويق بشكل مجمل. كما يمكنك أيضًا تضمين إنجازات الشركة والخطط المستقبلية لعملك في الملخص.
2- حدد مهمة الشركة ورؤيتها وقيمها
قبل أن تفصّل في جميع الأمور التسويقية، من المهم إلقاء الضوء على قيم الشركة ورؤيتها وما تهدف إليه، ما يساعد في ترتيب جميع المعلومات داخل خطتك التسويقية في منظورها الصحيح، وتفسير سبب العمل بالمشروع. يعد هذا القسم مهمًا بالنسبة لأي شخص يقرأ خطة التسويق؛ لتثقيفه حول الهدف النهائي للعمل؛ حتى يتمكن من فهم أهدافك التسويقية وأنشطتك وخططك المستقبلية بشكل أفضل.
3- تحديد السوق والمنافسة
من المهم جدًا دعم خطتك التسويقية بأبحاث قوية، وغالبًا ما يتحقق ذلك من خلال تحليل وضع السوق الحالي، ودراسة المنافسين الحاليين، والتركيز على نقاط القوة والضعف الموجودة بالمشروع. تعتبر دراسة المنافسين أمرًا بالغ الأهمية لنجاح العمل وتحقيق الأرباح، حيث تحتاج إلى معرفة ما يفعلونه، وما هي الظروف التي تقف في صالحهم، وكيف يمكنك القيام بذلك بشكل أفضل.
من الأمور التي يجب دراستها عن المنافسين بشكل دقيق:
- فريق التسويق وإدارة الشركة.
- نموهم وبياناتهم المالية ومنتجاتهم أو خدماتهم الأكثر مبيعًا.
- استراتيجية التسويق الخاصة بهم على أرض الواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.
- حدد العميل المستهدف.
سيساعدك التمييز بين الفئة المستهدفة من المجتمع والسوق المستهدف على فهم وضع عملك داخل السوق بشكل أفضل. لذلك، من المهم تحديد المشتري أو العميل المثالي حتى تتمكن من إنشاء استراتيجيات تسويق أكثر شمولًا وبتصميم أفضل.
يختلف العميل المستهدف لكل مشروع، لكن يبقى الهدف نفسه، وهو زيادة وعي العملاء بالمشروع والمنتجات أو الخدمات المقدّمة. كما يمكن أن يكون لديك أيضًا أكثر من نوع واحد من العملاء، مثل متجر الملابس الذي يصنع منتجاتًا لكلّ من المراهقين والنساء الأكبر سنًا بنفس الوقت.
4- حدد أهدافك التسويقية
تحتاج بشكل دائم إلى تحديد ما تهدف إلى تحقيقه لضمان نجاح المشروع، لذا عليك تحديد أهدافك وغاياتك التسويقية، والتأكد من استخدام الأرقام الحقيقية بدلًا من كتابة بيانات غامضة؛ فعلى سبيل المثال: إذا كان هدفك هو زيادة عدد الزوار لموقع على الإنترنت، يجب أن تذكر الهدف الدقيق حتى تتمكن من التتبع لمعرفة ما إذا كنت قد حققت ذلك أم لا. من الضروري أن تكون أهداف خطتك التسويقية الناجحة محددة ضمن الإطار العام للمشروع وقابلة للقياس والتحقيق ومحددة زمنياً.
5- تقديم الأساليب التسويقية
في هذه الخطوة، يجب كتابة واحدة أو أكثر من استراتيجيات التسويق وطريقة تنفيذها، والتأكد من تضمين الغاية من الطريقة وكيفية القيام بها. ينصح بتقديم هذا الجزء بصريًا حتى يتمكن الفريق بأكمله من فهم كل خطوة، مع الانتباه لأن تكون استراتيجيتك التسويقية مفصّلة وقابلة للتنفيذ، وشرح كل خطوة بوضوح وعدم ترك أي معلومات غامضة.
6- حدد ميزانية التسويق الخاصة بمشروعك
عليك القيام بتسجيل تفاصيل ميزانية التسويق الخاصة بك ضمن الخطة، حتى لا تغفل عن الجانب المالي للنشاطات أثناء تنفيذها، حيث يعتبر التسويق مكلف ويحمل الكثير من النفقات الخفية، وبالتالي يساعد تضمين ميزانية تسويقية مفصلة أيضًا في تعيين الموظفين المناسبين والاختيار ضمن الموارد المتاحة حتى لا تتجاوز مبلغًا معينًا.
تساعدك منصة أقدم على بناء خطة تسويقية ناجحة تهدف للارتقاء بمستوى مشروعك وزيادة الأرباح، من خلال نموذج الخطط التسويقية الذي يمكنك الحصول عليه بسهولة عبر تحميل تطبيق أقدم مجانًا والتطبيق عليه بشكل مباشر. كما تقدم تجربة تعليمية متكاملة في مجال ريادة الأعمال، تحت إشراف أهم الخبرات العلمية والتجارية في منطقتنا العربية؛ لاكتساب كل المهارات المهنية المطلوبة التي تساهم في نمو مشروعك نحو الأفضل، بأقل تكلفة ممكنة.
اقرأ أيضًا: كيف أختار المستثمر المناسب لمشروعي؟