تُطلق آلاف المنتجات في كل سنة، لكن القليل منها ينجح ويستمر في السوق، لذلك ينصح أغلب الخبراء باختبار أي منتج مهما كان نوعه قبل عملية إطلاقه، فقد أصبحت عملية اختبار المنتج ضرورة من ضرورات نجاح العمل.
ما هو اختبار المنتج؟
يوصف أحيانًا بأنه اختبار المستهلك، وهو عملية قياس الخصائص أو الأداء المحتمل للمنتجات بين الجمهور المستهدف؛ فالإطلاق المثير للإعجاب لا يمكن أن ينقذ منتجًا لا يرغب أحد في شرائه.
أنت تستطيع تحديد أفكار المنتجات الناجحة فورًا بطلب تعليقات الجمهور عن مفاهيم منتجك قبل اتخاذ خطوة الإطلاق، وهذا توظيف للمال والموارد في المشاريع المناسبة.
ما الهدف من إجراء اختبار المنتج؟
يساعدك اختبار المنتج في تحقيق عدة أهداف منها:
تقديم المنتج للعميل
أحد أكبر أسباب فشل المنتج هو الفشل في توصيل الغرض من المنتج إلى السوق، ويساعد اختبار المنتج في ضمان فهم المستهلكين (العملاء) لما ستقدمه منتجاتك لهم، ومعرفتهم بالمنتجات التي تقدم لهم أفضل قيمة.
تحديد ما إذا كان برنامج تطوير المنتج الجديد يسير على الطريق الصحيح
في أثناء تطوير منتج جديد، فإن أحد أسوأ الأمور التي تحصل هي انتظارك حتى نهاية مرحلة التطوير لاختبار ما إذا كان منتجك وصل إلى الأشخاص الذين ترغب في تسويقه لهم، لذلك تُختبر المنتجات الأكثر نجاحًا عدة مرات وبانتظام خلال عملية التطوير لإثبات صحة الخطة والتأكد من أن المنتج النهائي هو بالضبط ما يريده العميل.
حل مشاكل المنتجات الحالية
في كثير من الأحيان، تُطرح منتجات جديدة أو يلزم تطوير منتجات موجودة مسبقًا، بسبب المشكلات التي تكتشف بعد البيع، وهنا يأتي دور اختبار المنتج كونه يساعد في تجنب الأخطاء المكلفة من خلال جعل المستخدم النهائي يجرب المنتج ويرسل كل التعليقات المهمة.
تحديد الطرق التي تسمح لك بتقليل التكلفة المحتملة
يمكن أن تكون تكلفة تطوير المنتجات أو إعادة تطويرها هائلة، وقد يأتي ذلك في بعض الأحيان بسبب توفير ميزات لا يقدرها العملاء حقًا أو إجراء تعديلات لا تحدث فرقًا يذكر في المحصلة النهائية، ومن خلال اختبار المنتج قبل طرحه في السوق تستطيع التأكد من أن كل مبلغ تصرفه مهما كان صغيرًا سيضيف قيمة لمنتجك.
تقرير مدى ملاءمة الاستخدام النهائي
لا ينتهي تسويق المنتجات عندما يغادر العميل المتجر أو ينقل المنتج إلى منزله، فإذا كنت تريد كسب ولاء العملاء وضمان عودتهم مرارًا وتكرارًا وتجنب إبداء آراء سلبية حول المنتج للعملاء الجدد المحتملين فستحتاج إلى التحقق من ملاءمة منتجك للمستخدم النهائي.
زيادة حماية العميل
عند توزيع منتج أو خدمة جديدة، فمن مصلحتك التحقق من الادعاءات المقدمة أثناء الحملات التسويقية، لذلك اختبر منتجك مع جمهورك المستهدف قبل الإعلان عن منتجك باعتباره الأرخص والأسرع والأفضل في السوق.
توفير الوقت والجهد
يمكن أن يساعد اختبار المنتج في توفير الوقت أثناء تطوير المنتج، وذلك عن طريق تحديد المشكلات والمخاطر المحتملة في وقت مبكر من عملية التطوير قبل إطلاق المنتج للمستهلكين.
كيف يمكن اختبار المنتج قبل طرحه في السوق؟
هناك العديد من الطرق التي تستطيع تطبيقها لتختبر منتجك قبل طرحه في السوق، ومن الأفضل استخدام عدة طرق وعدم الاعتماد على طريقة واحدة، ومن هذه الطرق:
تحدث إلى جمهورك
الطريقة الأكثر وضوحًا وعملية لاختبار المنتجات الجديدة هي التحدث إلى عملائك وجهًا لوجه، وأفضل وقت للحصول على تعليقات العملاء في العالم الحقيقي، هو بمجرد تطوير نموذج أولي قريب من المنتج المطلوب.
يعد امتلاك نموذج أولي أمرًا بالغ الأهمية؛ لأنه يمنح الناس فكرة ملموسة عن شكل منتجك ووظيفته بدلًا من بقائه مفهوم مجرد على الورق، وتستطيع الحصول على كثير من المعلومات من خلال عرض المنتج على جمهورك والدردشة معهم كون هذه المعلومات ستساعد على معرفة كيفية تحسين المنتج ليكون الأفضل.
منح عينات مجانية
بصرف النظر عن أهمية عرض المنتج بكثرة وباستمرار، يعد تقديم عينات من المنتجات أيضًا طريقة رائعة للحصول على تعليقات؛ لأنها غالبًا ما تكون أصغر حجمًا، ما يسمح لك بتوزيع منتجك واختباره على مجموعة أكبر من الناس مقابل جزء بسيط من التكلفة، فعندما يختبر العملاء منتجًا جديًدا، فإنهم غالبًا ما يلاحظون ميزاته وعيوبه ويقارنوه بمنتج منافس، ما يتيح لك معرفة المزيد عن احتياجات عملائك، وكيفية تحسين المنتج لمنح عملك ميزة تنافسية على العروض المماثلة.
تشغيل الإعلانات التجريبية
يؤدي عرض الإعلانات التجريبية إلى وضع منتجك الجديد أمام عينة من جمهورك المستهدف، ما يساعدك في الحصول بسرعة على تعليقات تفيدك في تحسين تصميم منتجك أو إعلانك.
اتبع هذه الخطوات لتشغيل إعلان تجريبي ناجح قبل إطلاق المنتج:
- قم بإعداد صفحة محددة تحتوي على عرض قيمة المنتج ونموذج تسجيل.
- أنشئ حملة إعلانات لاختبار تكاليف اكتساب عميل جديد، ويمكنك استخدام برامج تسجيل الزوار معه لتتبع سلوك المستخدم.
- خذ رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالتسجيل، وأجرِ استطلاعات عبر الإنترنت لجمع البيانات عن كيفية تحسين منتجك أو عملك أو جهودك الترويجية.
تتيح لك هذه الطريقة الواسعة الانتشار فهم جمهورك وتقسيمه؛ لمعرفة كيف تشعر المجموعات المختلفة تجاه منتجك، بالإضافة إلى السماح لك باتخاذ قرارات مدعومة بالبيانات بسرعة وبشكل متكرر.
استخدم نموذجا أوليًا تقريبيًا
مفتاح إنجاح هذه الاستراتيجية، هو استخدام نموذج أولي غير مكتمل لمنتجك. لكن لماذا؟ كل ذلك يعود إلى علم النفس البسيط.
إن إجراء اختبارات المنتج باستخدام نموذج أولي سيء يفتح الباب أمام محادثات مثيرة للاهتمام مع عملائك؛ لأنه وفق علم النفس يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر ترددًا في انتقاد منتج معين أو تقديم اقتراحات عنه إذا كان يبدو مثاليًا جدًا، ومع ذلك لن يتردد الأشخاص في إبداء آرائهم السلبية إذا كان المنتج سيء أو غير مكتمل.
سبب آخر يجعل هذه الطريقة مفيدة للاختبار في المراحل المبكرة، هو أن النماذج الأولية الخام أرخص وأسرع في الإنتاج، بالإضافة إلى قياس ما إذا كانت المصلحة العامة عالية بما يكفي لتبرير المزيد من الاستثمار في تطوير المنتجات.
اقرأ أيضًا: كيف تفتح مقهى بميزانية منخفضة؟