أثرت جائحة كورونا بشدة على اقتصاد جميع البلدان في العالم، وأصبحت تحديات سوق العمل لها النصيبٌ الأكبر من هذا التأثير، حيث انخفض الطلب على العمالة بشكلٍ حاد في العديد من القطاعات. حيث يبدو أن الأزمة الحالية ليست مجرد تباطؤٍ عام في النشاط الاقتصادي
ولكنها أيضًا تحولٌ جذري في سوق العمل قد يمتد إلى أجلٍ غير معروفٍ مع استمرار جهود احتواء الوباء التي لا زالت مستمرة، وبالتالي يمكن لسوق العمل أن يتقلص أو ينمو بناءً على هذه الجهود، وهذا يعني عمومًا أن هناك عددٌ أكبر من الموظفين ينتظرون لملئ الأدوار أكثر من الوظائف المتاحة.
نصائح لمواجهة تحديات سوق العمل
في هذا المقال نقدم لك استراتيجياتٍ فعالة لمساعدتك على التميز في المنافسة ومواجهة تحديات سوق العمل المتقلبة، ومنها:
1- الحصول على الخبرة في مجال العمل ذي الصلة
إذا كنت في طريقك للحصول على وظيفتك المهنية الأولى، فيمكنك التميز عن المنافسين الآخرين عبر الحصول على بعض الخبرة من خلال التدريب الداخلي في الشركة نفسها لإكتساب مزيد من الخبرة لمواجهة تحديات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
وبالتالي ابحث عن فرص التدريب – حتى التدريب الداخلي غير مدفوع الأجر – التي يمكن أن تمنحك المهارات التي لا تقدر بثمن، والتي يبحث عنها أصحاب العمل.
يمكنك أيضًا البحث عن أدوارٍ مبتدئةٍ في الصناعة أو القسم الذي تريد العمل فيه، حتى لو لم يكن هذا هو ما تريد القيام به بالضبط، وبهذه الطريقة يمكن أن تنتقل الخبرة والمهارات التي تتعلمها في هذه الوظائف إلى أي منصبٍ أعلى تشغله في المستقبل مما يساعدك على مواجهة تحديات سوق العمل مستقبلاً
تأكد من متابعة ما يحدث في القطاعات المهنية ذات الصلة بخبراتك ومهاراتك، وحدد ما إذا كانت مهاراتك تواكب التطورات، فقد تحتاج إلى تحديثها لتظل قادرًا على المنافسة في مجال عملك، ومن أفضل المهارات لمواجهة تحديات سوق العمل والتي يجب الحفاظ عليها وتحديثها باستمرار هي مهارات الإدارة والحاسوب.
2- الانخراط في العمل التطوعي
يعد العمل التطوعي طريقةً رائعةً لاكتساب الخبرات أثناء دراستك للحصول على شهادتك الجامعية وطريقة أفضل لمواجهة تحديات سوق العمل مستقبلاً، ونظرًا إلى أن معظم أصحاب العمل يتوقعون من المرشحين الجدد التمتع بالحد الأدنى من الخبرة حتى وإن لم يكن في المجال ذي الصلة.
يمكن أن يكون الانخراط في العمل التطوعي طريقةً رائعةً لاكتساب ميزة مفضلة على الآخرين الذين يتنافسون على نفس الوظيفة التي تتقدم إليها.
بالإضافة إلى ذلك يعد العمل التطوعي مفيدًا أيضًا للأشخاص الذين لديهم خبرةً مهنيةً في العمل، ولكنهم يتطلعون إلى تعزيز خبرتهم سواءٌ في المجال نفسه أو حتى عند الرغبة في تغيير المسار الوظيفي الحالي إلى مسارٍ آخر مختلف تمامًا.
3- تعزيز مستوى شهاداتك الجامعية
يمكن أن يؤدي الحصول على درجةٍ علميةٍ إضافيةٍ إلى زيادة إمكاناتك في الكسب ويؤهلك للحصول على وظيفة أحلامك أو الترقي لمناصب أكثر تقدمًا، حيث تطلب العديد من القطاعات مثل البنوك أو الأعمال التجارية من المرشحين الحصول على درجةٍ علميةٍ معينة، ومع ذلك قد يقبلون الخبرة كبديلٍ لدرجةٍ ما، ولكن حصولك على درجةٍ علميةٍ أعلى يمكن أن يكون ميزةً تنافسيةً عن الآخرين.
ولتعزيز وتحسين درجتك العلمية خاصةً إذا كان لديك درجة البكالوريوس بالفعل هي عن طريق التسجيل في دوراتٍ عبر الإنترنت، أو حتى الانتساب إلى مؤسسةٍ تعليميةٍ قريبةٍ منك ولا تتعارض مع التزاماتك العملية الحالية، وبهذه الطريقة يمكنك تحسين سيرتك الذاتية باستمرار، ومن المحتمل أن تكون مؤهلًا للحصول على وظائف أكثر تقدمًا في المكان نفسه أو في مكانٍ آخر.
4- قم بترقية شبكة اتصالاتك باستمرار
يمكن أن يكون لعامل الخبرة والتعليم أثرًا كبيرًا في مساعدتك على التميز في سوق العمل، ولكن تلعب شبكات الاتصالات الشخصية أيضًا دورًا كبيرًا في عثورك على الفرصة المناسبة في الوقت المناسب ولمواجهة تحديات سوق العمل أيضاً.
وبالتالي لتعزيز شبكتك قم بحضور فعاليات التواصل وشارك الآخرين في المحادثة وابقَ على اتصالٍ مع الأشخاص الذين تتواصل معهم كثيرًا، حتى إذا كنت لا تبحث حاليًا عن وظيفة جديدة؛ فربما تحتاج إليهم في وقتٍ ما.
اقرأ أيضاً: كيف تبدأ مشروع الدروب شيبينق بسهولة
5- تخصيص سيرة ذاتية لكل وظيفة
عادةً تعتبر السيرة الذاتية هي العامل الأول الذي يَنظر إليه أصحاب العمل، حيث تعطيهم نظرةً ثاقبةً لمؤهلاتك وخبراتك وهل ستكون مناسبًا للوظيفة أم لا، دون حتى النظر إلى باقي شهاداتك الجامعية الأخرى أو أي أوراقٍ مرفقة.
قم بتحديث سيرتك الذاتية بانتظام لتشمل أحدث مهاراتك وخبراتك العملية في كل مرة تتقدم فيها لوظيفة جديدة، وخصص سيرتك الذاتية بحيث تؤكد على الخبرات والمهارات التي يبحث عنها صاحب العمل بالضبط، وقم بإزالة الخبرات التي لا صلة لها بالوظيفة التي تتقدم إليها.
6- انضم إلى القطاعات المهنية الأخرى
لتكون مواكبًا لتطورات العمل وفي الوقت نفسه مواجه تحديات سوق العمل ابتعد عن الموظفين في شركتك لبعض الوقت واكتسب الفرصة للتواصل مع الآخرين في مجال عملك، وذلك من خلال الانضمام إلى جمعياتٍ مهنيةٍ ذات صلةٍ بوظيفتك، حيث يتواجد في هذه الجمعيات عادةً المتخصصون في مجالك وكذلك الخبراء.
يؤدي الانتماء إلى مثل هذه الجمعيات ليس فقط إلى تعزيز سيرتك الذاتية وإظهار الالتزام بالتطوير المهني في مجالك، ولكنه يمنحك أيضًا إمكانية الوصول إلى أحدث ما حصل في مجالك، بالإضافة إلى تزويدك بمعلوماتٍ مباشرةٍ عن فرص العمل الجديدة.
7- إنشاء ملف تعريف احترافي عبر الإنترنت
قم بتطوير ملفات التعريف المهنية الخاصة بك عبر الإنترنت والتأكد من تحديثها باستمرار، وضمّنها تاريخ بدء عملك ومهاراتك وخبراتك ومؤسساتك التي عملت بها ودرجة شهادتك الجامعية، بالإضافة إلى مشاركة أحدث الأبحاث الخاصة بمجال عملك، والمشاريع التي أكملتها والإنجازات التي حققتها.
من المعتاد أن يبحث معظم أصحاب العمل عن اسمك عبر الإنترنت قبل الاتصال بك لإجراء مقابلة، لذا كن على درايةٍ بالمعلومات التي تنشرها على الإنترنت، وفي حال وجود منشوراتٍ لا تريد لها الظهور يمكن تقييد الوصول إليها أو إخفائها بالكامل.
الخلاصة
من المهم تطوير علامتك التجارية الشخصية، وتقديم سيرة ذاتية احترافية تأهلك للحصول على الوظيفة المثالية لك. ولتتعرف المزيد عن كيفية الحصول على الفرص الوظيفية المناسبة سجل في دورة التأهيل لسوق العمل.