يوفر التعليم عبر الإنترنت الحرية في تحديد الجدول الدراسي، ولكن مع ذلك لتحقيق أقصى استفادة يجب على الطلاب تطوير العديد من الاستراتيجيات، أهمها الالتزام الحقيقي والمشاركة بنشاطٍ في الفصول الدراسية، وامتلاك خطةٍ واضحة المعالم طوال فترة الدراسة حتى تكتمل التجربة بشكلٍ أفضل.
دليل التعليم عبر الإنترنت
إذا كنت تخطو خطوتك الأولى في التعليم عبر الإنترنت، يمكنك الاستفادة من النصائح التالية لإعداد الخطة المثالية لمساعدتك في النجاح في تلك الدورات بغض النظر عن عمرك.
1. تطوير استراتيجية لإدارة الوقت
غالبًا أحد أبرز التحديات التي تواجه الطالب عند التعليم عبر الإنترنت او الدراسة أون لاين تتمثل في الانضباط الذاتي المطلوب، وذلك من خلال تسجيل الحضور قبل بدء المحاضرة بوقتٍ كافٍ والانتظار حتى اكتمالها، والمشاركة في النقاشات مع الآخرين بعد انتهاء المحاضرة.
للقيام بذلك ضع جدولًا صارمًا والتزم به بقدر المستطاع، أيضًا ضع خطةً أسبوعيةً قبل بدء الأسبوع الجديد حتى تعرف ما ستفعله فيما يتعلق بالواجبات والبحث. وتقسيم المهام خلال الأسبوع حتى تعرف ما يجب إكماله على أساسٍ يومي.
على سبيل المثال يمكنك تحديد وقتٍ معين في المساء طوال الأسبوع لقراءة ومراجعة الدروس، ويومٍ محددٍ لكتابة المهام والواجبات وحلها، ويومٍ آخر للرد على المنشورات والمشاركة في لوحة المناقشات الافتراضية مع الطلاب الآخرين.
بشكلٍ عام يجب عليك ضبط نفسك في تنفيذ جدولك وعدم السماح لأي مشتتاتٍ بتعطيل خطتك، مع السماح لنفسك بأخذ قسطٍ من الراحة بين كل مهمةٍ وأخرى لفترةٍ قصيرة، ولا تنسَ عملية التخطيط المسبق لما تريد فعله والتي تُعتبر طريقةً حاسمةً للنجاح في التعليم عبر الإنترنت.
2. تحقيق أقصى استفادة من المناقشات عبر الإنترنت
يُعتبر التفاعل مع المدرسين والطلاب الآخرين وإجراء المناقشات معهم بصورةٍ منتظمةٍ طريقةً رائعةً لترسيخ فهم الدروس التي تتلقاها عن التعليم عبر الإنترنت، وقد تغنيك بصورةٍ أو أخرى عن تخصيص وقتٍ للمذاكرة لاحقًا، حيث يوفر فرصًا لخطابٍ أكثر ثراءً مع الآخرين وبناء العلاقات.
أفضل الطرق لذلك هي الانغماس بشكلٍ جدي في المناقشات، حيث وجدت الكثير من الدراسات أن الطلاب الذين يشاركون بنشاطٍ في المناقشات أو الذين يطرحون أسئلةً جدليةً أو الذين يضعون خطةً للتواصل المنتظم مع زملائهم في الفصل الدراسي؛ يحققون نجاحًا أكبر من الذين يكتفون فقط بالقراءة.
3. اجعل طرح الأسئلة وسيلة أساسية لتعلمك
يعتبر طرح الأسئلة جزءًا لا يتجزأ من تجربة التعليم عبر الإنترنت، فمن خلال طرح الأسئلة يمكنك التعمق فيما يطرحه زملاؤك الطلاب والمعلمون عن المادة، ومن خلال التعمق يمكن أن تجعل الدروس أكثر قابليةً للفهم، وتوفر بيئات التعليم عبر الإنترنت عادةً أدوات اتصالٍ من أجل ذلك.
على سبيل المثال يمكنك استخدام لوحات المناقشات والبريد الإلكتروني والدردشة عبر الصوت لطرح أسئلةٍ متعمقةٍ لمساعدتك على فهم المادة، كما يمكنك طرح أسئلتك على الطلاب الأكثر خبرةً بشكلٍ منفرد لمساعدتك على فهم المزيد حول المادة بشكلٍ عام.
4. قم بإجراء اتصالات مع زملائك الطلاب
من الجيد أن تحتك بزملائك في الدورات التي تحضرها في الواقع، وينطبق الشيء نفسه على الفصول عبر الإنترنت حيث يمكنك التواصل مع الطلاب الآخرين افتراضيًا، وهو ما يمكن أن يُحدِث فرقًا كبيرًا في فهمك للمواد من خلال التعلم منهم ومن خبراتهم.
فمن خلال التواصل معهم عند التعليم عبر الإنترنت يمكنك توسيع المناقشات والتعرف على أسلوب الكتابة والتعبير عن الأفكار، وقد تتطور هذه الروابط لتُترجَم إلى فرصٍ للتواصل الوظيفي مستقبلًا.
5. استخدم الموارد عبر الإنترنت
استخدم الموارد عبر الإنترنت لتعزيز فهمك للمادة، ونعني هنا الموارد الموثوقة مثل المكتبات الإلكترونية التي توفرها الكليات التي تلتحق بها، ومواقع الويب التي تقدم أبحاثًا موثّقة حول المادة التي تدرسها.
بالإضافة إلى ذلك خذ بعض الوقت للتعرف على الكلية التي تدرس فيها عبر الإنترنت ومعرفة كيفية الوصول إلى مكتبتها والدعم الفني وغيرها.
6. تقسيم المهام
قم بإنشاء جدولٍ زمني يُقسّم جدول الدراسة الخاص بك إلى مجموعاتٍ دراسيةٍ مدتها ساعة واحدة مع فواصل مدتها 15 دقيقة، وستجد أن هذا النمط من الدراسة يبدو أقل صعوبةً ويمنحك الأساس لتحقيق أهدافك.
من خلال تقسيم المادة الدراسية إلى أقسام صغيرة يكون عقلك أيضًا أكثر قدرةً على ترسيخ المعلومات وفهمها، وبالتالي تحصل على تجربةٍ تعليميةٍ غنية، فمن الأسهل الاحتفاظ بكمياتٍ صغيرةٍ من المعلومات لا تستغرق وقتًا طويلاً في الجلسة الواحدة.
بدلًا من تلقي المعلومات عبر الجلسات الطويلة والتي تؤدي إلى نسيان جميع أو معظم المعلومات بعد أو حتى أثناء الدراسة.
7. الاهتمام بصحتك العقلية والجسدية
لا يمكن للعقل أن يعمل على أكمل وجهٍ إلا إذا كان الجسم بصحةٍ جيدة، وبالتالي احصل على فترات راحة منتظمة تتضمن ممارسة الرياضة واستنشاق الهواء النقي، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قسطٍ وافرٍ من النوم، وأيضًا خذ فترات راحة منتظمة لمدة 10-15 دقيقة لتمديد الذراعين والساقين والحفاظ على التركيز، وتجنب إجهاد العين من شاشة الحاسوب.
8. الالتزام بالمواعيد النهائية
لا يعني أخذ الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو التعليم عبر الإنترنت ترك الواجبات تتراكم يومًا بعد يوم، يجب عليك وضع مبادئ توجيهيةٍ صارمةٍ بشأن المهام التي يجب عليك تسليمها في موعدها، على سبيل المثال إذا كان عليك تسليم الواجب يوم الاثنين فلا تنتظر حتى ليلة الأحد لإنجازه، فهذا من شأنه أن ينشئ ضغوطًا وقلقًا لا داعٍ لهما.
بالنسبة للمهام الكبرى مثل المشاريع والبحوث من الأفضل تحديد موعدٍ كافٍ، على سبيل المثال قبل يومين من الموعد النهائي الفعلي للقيام بالمراجعة النهائية، من خلال أخذ اليوم الأول للراحة واليوم الثاني لإعادة النظر بعمق في المشروع، وهذا قد يساعدك على اكتشاف الأخطاء النحوية واللغوية التي لم تنتبه إليها سابقًا.
9. قم بتحفيز نفسك باستمرار
بدون الاتصال الجسدي المباشر والتفاعل مع الطلاب الآخرين أو المعلم قد تفقد الاهتمام عند الدراسة عبر الإنترنت، لذلك قم بإنشاء عدة وسائل تحفيزية عند إكمال كل مساق حتى تتمكن من الاستمرار للنهاية وإكمال الدورة كاملة.
على سبيل المثال يمكنك المراهنة مع أحد الطلاب لفعل شيء ما عند التمكن من الاستمرار، أو وعد نفسك بمكافأة وهكذا، فمع المجهود الكبير الذي تقضيه في الدراسة عبر الإنترنت يُنصح دائمًا بالتفكير في إنشاء خطة تحفيزٍ ذاتي تساعدك على الإكمال حتى النهاية.
الخلاصة
لا توجد صيغة سحرية تضمن النجاح في التعليم عبر الإنترنت، فهو يتوقف بشكلٍ أساسي على المتعلم الذي يجب عليه إدراك مجموعةٍ مختلفةٍ من المهارات التي تجعله متحفزًا للالتزام بالدورة حتى النهاية، ومع ذلك يمكن للاستراتيجيات أعلاه أن تعزز تجربةً تعليميةً غنيةً للطالب.
اقرأ ايضاً: 7 نصائح لمواجهة تحديات سوق العمل