أصبح التحوّل الرقمي في يومنا هذا واقعًا لا يمكن إنكاره في الكثير من مجالات الحياة، حيث يعتبر الظهور الجيد أمام الكاميرا شرطًا أساسيًا للحصول على الكثير من الوظائف الإدارية والصحية والتعليمية، لكن قد يكون من الصعب التأقلم مع هذا الانتقال، ومعرفة كيفية الشعور بالراحة أمام الكاميرا.
ما هي أهمية الظهور أمام الكاميرا؟
بدأت أغلب الأعمال منذ أزمة الجائحة الأخيرة والحجر الصحي تعتمد على تصوير الفيديو، من المؤتمرات والندوات عبر الإنترنت إلى تسجيل ومشاركة مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا يمكن أن تتأثر حياتك بشكل سلبي إذا كنت تشعر بالخجل أو عدم الراحة من الظهور أمام الكاميرا.
نظرًا لأننا نستخدم الفيديو بشكل أكبر في حياتنا المهنية والشخصية، بكل المجالات من التسويق والمبيعات إلى الاتصالات والتعليم والصحة، وبالتالي إن التواجد أمام الكاميرا هو أمر يجب على الجميع معرفة كيفية القيام به بالشكل الأفضل، حتى نتمكن جميعًا من اكتساب هذه المهارة والاستفادة منها.
من المهم الحصول على الكاميرات والمعدات المناسبة، لكن العامل الأكثر أهمية للنجاح هو أنت، حيث يعتبر الظهور بثقة عالية عنصرًا أساسيًا في إنشاء تسجيل مصوّر ناجح.
في مجال التدريس، يتميز أكثر المعلمين نجاحًا بالوضوح والثقة والراحة أمام الكاميرا، لذلك لا تخف من الابتسام والتحدث بشكل عفوي وإظهار شخصيتك المميزة، حيث يحب الطلاب رؤية المعلم يستمتع وهو يقوم بعمله، دون الشعور بالرسمية الزائدة أثناء الفصل الدراسي.
ما هي أهم النصائح للحصول على الراحة أمام الكاميرا؟
الخطوة الأولى في التغلب على الشعور بعدم الارتياح أمام الكاميرا هي فهم أسباب خوفك، وذلك يعتبر التقاطع الطبيعي لبعض المخاوف الشائعة الأخرى، مثل الخجل من الكاميرا، والقلق من التحدث أمام الجمهور، وخوف المسرح. يمكن أن يسلط تسجيل صورتك وصوتك وحركاتك الضوء على الأشياء التي تشعر بالوعي الذاتي بشأنها، لذا قد لا تحب الطريقة التي تظهر بها.
قد يكون من الصعب اكتساب هذه المهارة والحصول على الراحة أمام الكاميرا؛ لذلك نقدم لك بعض النصائح والحيل المجربة لإضفاء أجواء أكثر راحة على جلسات العمل:
1. إعداد النص أو النقاط الرئيسية بشكل مسبق: من أجل الحصول على إحساس جيد بما ستعطيه في كل درس، بغض النظر عما إذا كنت تظهر أمام الكاميرا أم لا، كما ننصح أثناء التصوير بمراجعة النموذج المخطط للدرس والملاحظات التي قمت بإعدادها، للتأكد من أنك تلتزم بمفاهيمك الرئيسية ولا تخرج عن المسار الصحيح.
2. التمرين باستمرار: يحسّن قضاء بعض الوقت في إجراء مراجعة سريعة قبل كل جلسة بالإضافة إلى يوم التصوير من أدائك بشكل كبير.
3. النظر إلى الكاميرا بشكل مباشر في تسجيلات الفيديو المصوّرة وجهًا لوجه: كما تفعل إذا كنت تتحدث إلى صديق. تخيل أنك تجري محادثة مع شخص محدد تعرف أنه سيستمتع بما تقوم بتعليمه.
4. التحدث بوضوح وبشكل طبيعي: تكلّم بسرعة معتدلة ولا مانع من ترك النبرة ترتفع وتنخفض، لا تخف من إظهار الحماس والإثارة بحديثك.
5. تجنب إصدار أصوات زائدة أثناء الكلام: غالبًا ما تتسلل هذه الأصوات عن غير قصد، لذا عليك إجراء إعادة سريعة للقطة إذا لاحظتها أو قم بتعديلها لاحقًا، لأنها تقوم بتشتيت انتباه المتلقّي.
6. اختيار الإضاءة الجيدة: تعتبر الإضاءة طريقة سهلة لإظهار نفسك بالشكل الأمثل أثناء التصوير. يوصي الخبراء أن تكون الإضاءة متساوية وأن تأتي من الأمام، وبالتالي لا يجب أن يكون مصدر الضوء الأساسي فوقك، الطريقة السهلة للقيام بذلك هي التصوير بمواجهة النافذة، تمنحك هذه الطريقة إضاءة طبيعية إلى حد ما، إذا كان ذلك غير متوفر، قم بإعداد مصباح أو مصدر ضوء مشابه خلف الشاشة (يعمل من الأعلى أو بعيد قليلًا عن الجانب).
7. لا تنسَ أن تبتسم: الابتسام هو أحد أسهل وأسرع الطرق لإضفاء طابع ودي ومريح للحصص الدراسية.
8. استمتع: يحب الطلاب رؤية شخصيات المعلمين وشغفهم بما يدرّسونه.
9. الكلام الواضح: تحدث أثناء التصوير بوضوح وبمقاطع قصيرة حتى تتوقف أثناء فترات التوقف الطبيعية في خطابك، وتوقف مؤقتًا لمدة 3-4 ثوانٍ إذا ارتكبت خطأ في منتصف الجملة، ثم ابدأ من جديد من بداية هذه الفكرة. تجعل هذه الطريقة عملية التحرير بعد التصوير أسهل بشكل كبير، حتى تتمكن من تجميع مقاطع الدرس معًا دون الحاجة إلى إجراء تعديل محرج في منتصف الجملة.
أهم النصائح لإلقاء الدروس أمام الكاميرا
هناك عدة أشياء يجب وضعها بعين الاعتبار أثناء التصوير، بالإضافة إلى التحضير الجيد للجلسات مثل حركات الجسد، خاصة بالنسبة للدروس غير المسجلة مسبقًا.
1) تحدث عن قراراتك الإبداعية
أخبر الطلاب لماذا تتخذ خياراتك بناءً على تقنيات محددة حتى يتمكنوا من التعرف بشكل حقيقي على منهجك وأسلوبك الخاص، واشرح لطلابك لماذا تختار الطريقة التي تقوم بها وشاركهم الخيارات الأخرى التي يمكنهم اتخاذها، إذا كان ذلك ممكنًا.
2) اذكر أخطاءك
يرتكب الطلاب الأخطاء لأنهم يتعلمون مهارات جديدة، مثل أي شخص أخر؛ لذلك نوصي بالاحتفاظ بأي أخطاء قد تحدث عند التصوير، حيث يمكنك إعداد الطلاب للتعامل مع الصعوبات، من خلال إظهار أخطائك وكيف كنت تقوم بحلها.
3) شجّع طلابك
ابحث من خلال الجلسات عن طرق لربط ما تقوم بتدريسه حتى يتمكن المتلقي من تطبيق النقاط الأساسية للدرس من جديد على مشاريعه الخاصة، حيث تقوم بإنشاء مثال باستخدام أسلوبك الخاص أمام الكاميرا، ومن المهم تذكير طلابك بانتظام أين ومتى يمكنهم اتخاذ قراراتهم الإبداعية.
4) أضف لمستك الخاصة
نغطي في هذا المقال الخطوط العريضة للجلسات، لكننا نوصي بسرد القصص والأمثلة طوال مدة الدرس للحفاظ على مشاركة الطلاب قدر الإمكان. يساعد التشبيه أو الحكاية أو حتى القليل من الفكاهة أحيانًا في جعل المفهوم أو النهج أكثر وضوحًا، اترك لنفسك المجال حتى تتألق.
في النهاية، يتعلق تعلم كيفية الشعور بالراحة أمام الكاميرا بشكل جزئي بالتغلب على نفسك، عليك أن تحاول عدم المبالغة في التفكير في الأمر، ثم الاستمرار في القيام بذلك حتى لا تشعر بالغرابة وتعتاد عليها.