لدى معظم الناس فكرةٌ خاطئةٌ مفادها أن مصطلحي (رجل الأعمال) Businessman و(رائد الأعمال) Entrepreneur يشيران إلى نفس الشخص، ومع ذلك لكلا المصطلحين مهامٌ وفروقاتٌ دقيقةٌ، ويشيران إلى أفراد مختلفين يمتلكون نهجًا متميزًا للعمل.
رجل الأعمال دائمًا يتبع مسارًا محددًا أوجده شخصٌ ما قبله، أي يقوم بتطوير آماله بناءً على فكرةٍ غير أصلية، بينما يفكر رائد الأعمال ويؤمن بصنع طريقه بأفكارٍ جديدةٍ وأصلية، وفي المستقبل يمكن لرائد الأعمال أن يصبح رجل أعمال.
في هذا المقال نساعدك على فهم الاختلافات الدقيقة بين رجل الأعمال ورائد الأعمال، وأوجه التشابه بينهما، وكيف يفكران، وما هي أهداف كل منهما.
من هو رائد الأعمال؟
هو الشخص الذي يبدأ مشروعًا بفكرةٍ أو مفهومٍ جديدٍ ولديه القدرة على تحمل المخاطر التي تنشأ، بمعنى آخر هو مبتكرٌ للأفكار الجديدة والسلع والخدمات والأعمال، ويتحمل الكثير من المخاطر لإنشاء عملٍ جديد.
ويستخدم مهاراته ويأخذ المبادرة اللازمة للتعرف على احتياجات العملاء وتقديم أفكارٍ جديدةٍ إلى السوق، واحتمالية فشله دائمًا تتوقف على فكرة مشروعه ومدى احتياج الأشخاص له من عدمه.
يُعرف المشروع الذي أنشأه رائد الأعمال باسم (الشركة الناشئة) Startup Company والذي تم تشكيله لأول مرة فيما يتعلق بالفكرة أو المنتجات والخدمات التي قد تُحدِث تغييرًا في العالم، ويُعتبر رائد الأعمال قائدًا للسوق دائمًا بغض النظر عن عدد المنافسين الذين سيأتون لاحقًا.
أشهر رواد الأعمال الحاليين بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، ومارك زوكربيرج مؤسس شركة ميتا، ولاري بيج المؤسس الشريك لشركة ألفابيت المالكة لمحرك البحث جوجل، وستيف جوبز المؤسس الشريك لشركة آبل.
من هو رجل الأعمال؟
هو الشخص الذي يؤسس مشروعًا تجاريًا بفكرةٍ جديدةٍ أو وُجِدت سابقًا تُقدم منتجاتٍ وخدمات للعملاء، عندما يتعلق الأمر بأصالة الأفكار فإن معظم رجال الأعمال يذهبون إلى الأعمال التجارية التي عليها طلبٌ كبير، أو التي يمكن أن تحقق أرباحًا ضخمةً لهم بغض النظر عن تفردها.
تواجه عادةً أعماله التجارية منافسةً شديدةً؛ لأن هناك المئات من المنافسين الموجودين بالفعل في السوق يقومون بنفس الأعمال، على الرغم من أن عامل الخطر منخفضٌ لأنه يسير على طريقٍ تم اختباره بالفعل من قِبل المنافسين، لذا فإن فرص الفشل منخفضةٌ نسبيًا.
الهدف الرئيسي لرجل الأعمال هو تحقيق الإيرادات من خلال القدرة على أخذ أي فكرةٍ وإنجاحها؛ لأنه يفهم الجانب التجاري للأشياء، وقادرٌ على إشراك المستثمرين المناسبين، والعثور على أسواقٍ للمنتجات، وتوظيف الموارد البشرية والمالية، وبالتالي فهو يعمل من أجل الربح فقط.
أوجه التشابه بين رجل الأعمال ورائد الأعمال
- كلاهما يصنعان القرار ويرسمان ويؤسسان استراتيجيات المشروع.
- كلاهما يملكان القدرة على تحديد الأهداف والغايات، واقتراح حلولٍ استراتيجيةٍ من شأنها أن تسمح للمشروع بالتميز.
- يتمتع كلاهما بقدراتٍ إداريةٍ وقدرةٍ على التفكير في حل المشاكل التي تنشأ لدفع مشروعهما إلى الأمام.
- لديهما أيضًا مهاراتٌ في إدارة الوقت والتنظيم والمراقبة، ومهارات الاستماع والتواصل الجيدة.
- معظم رجال الأعمال بدأوا كرواد أعمال، وبالتالي كلاهما مستعدان للتكيف مع التغيير الذي تطلبه مشاريعهم، حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح.
أبرز الفروقات بين رائد الاعمال ورجل الأعمال
- يتمثل الاختلاف الأكثر بروزًا بين الشخصين في أن رجل الأعمال يسعى إلى تحقيق الربح في وقتٍ قصير، دون الحاجة إلى القيام باستثماراتٍ محفوفةٍ بالمخاطر، بينما رائد الأعمال على الرغم من أنه يريد أيضًا الحصول على أرباحٍ كبيرةٍ إلا أنه يتحرك عاطفياً بشكلٍ أكبر، وبمعنى آخر هو غالبًا يسعى إلى إشباع شغفه وحبه لفكرته ومشروعه.
- يسعى رجال الأعمال إلى تحقيق الاستقرار والمناخ التنظيمي الآمن، وعلى الرغم من أنهم يخاطرون إلا أنهم يفعلون ذلك بطريقةٍ محسوبة، بينما يعيش رائد الأعمال دوامةً من العواطف لأنه يكون سعيدًا بتحويل فكرته إلى مشروعٍ ناجح.
- رجال الأعمال لديهم عددٌ كبيرٌ من المتعاونين الذين يعملون بهيكلٍ تنظيمي واضح يساعد على استقرار المشروع، بينما يعمل رواد الأعمال مع مجموعةٍ صغيرةٍ من المتعاونين، وهناك حالاتٌ يضطر فيها رائد الأعمال إلى القيام بتنفيذ مشروعه وحده.
- هناك اختلافٌ بالطريقة التي تدار بها الأموال، حيث نجد أن رجل الأعمال عادةً لديه مسؤولٌ متخصصٌ ومتفرغٌ لإدارة الأموال والمداخيل والأرباح، مما يجنب المشروع الالتزامات التي لن يكون قادرًا على تغطيتها.
في حين أن رائد الأعمال عادة ما يعتني بجميع الأمور المالية لشركته بنفسه خاصةً في بداية المشروع، إلا أنه في بعض الأحيان قد يفشل في إدارتها بكفاءة؛ لنقص الخبرة بالأمور المالية وكيفية توظيفها واتخاذ بعض القرارات غير الناجحة.
الخلاصة
يتساءل الكثير من الناس هل من الأفضل أن تكون رائد أعمال أو أن تتحول إلى رجل أعمال، والحقيقة هي أن جميع رواد الأعمال يجب أن يستمروا في أن يكونوا رواد أعمال، وذلك لعدم فقدان الدافع والتفاني في تنمية مشاريعهم بطرقٍ مبتكرةٍ وأصلية، حيث أن رائد الأعمال هو شخصٌ مبتكرٌ ومجازفٌ ومديرٌ في نفس الوقت، ويركز دائمًا على تقديم منتجٍ أو خدمةٍ لم يسبقه إليها أحد.
اقرأ ايضاً: 7 نصائح لمواجهة تحديات سوق العمل