يحتوي التسويق الرقمي على العديد من المهارات الأساسية التي يجب على كل مسوقٍ معرفتها، مثل تحسين محركات البحث، ومعرفة كيفية استخدام أدوات التسويق وتحليل البيانات وغيرها، ولكن لتكون مسوقًا ناجحًا هناك مهاراتٌ إضافيةٌ يجب عليك اكتسابها.
في هذا المقال سنقدم لك عددًا من المهارات التي يجب على المسوق الرقمي امتلاكها، سواءٌ عبر التدرب عليها أو من خلال الفصول الدراسية؛ لتحسين استراتيجيات التسويق الخاصة بك، وضمان نشر العلامة التجارية التي تقوم بالتسويق لها بنجاحٍ وفعالية.
مهارات يجب أن يمتلكها المسوق الرقمي الناجح
1- وضع أهداف الحملة التسويقية
حتى أمهر المسوقين يمكن أن يفشلو بصورةٍ كبيرةٍ إذا كانو يديرون حملةً تسويقيةً دون وضع أهدافٍ واضحةٍ لها، وبالتالي فإن المسوق الرقمي الخبير يجب عليه وضع أهدافٍ واضحةٍ ومباشرةٍ لمساعدته على تحقيق النجاح، والذي قد يكون مختلفًا باختلاف الحملة نفسها.
حيث نجد أن المسوق الرقمي دائما يضع هدفٌ رئيسي للحملة، مثل توليد عملاء محتملين للعلامة التجارية، أو تحقيق مقدارٍ معينٍ من الإيرادات، لذا مهما كان ما تسعى إليه من حملتك التسويقية حدد هدفًا أو أهدافًا مناسبةً للوصول إليها، وبمجرد أن تصل بالفعل لا تتوقف بل ضع أهدافًا جديدة وهكذا.
بالإضافة إلى ذلك قبل القيام بالحملة التسويقية يجب عليك إجراء تقييمٍ للتحديات والمخاطر التي يمكن أن تواجهك وتصميم حلولٍ للتخفيف منها، حيث أن فهم تلك التحديات في وقتٍ مبكرٍ سيساعدك كثيرًا في تحسين وتعزيز حملتك، مما يؤدي إلى نجاحها.
2- الاهتمام الخاص بالقصة
في اللحظة التي تبدأ فيها الانغماس في عالم التسويق فإن علامتك التجارية لم تعد تتعلق بالمنتج فقط، بل تصبح قطعةً فنيةً يَعتمد نجاحها كليًا على الروابط العاطفية التي تُنشئها مع العميل المحتمل، حيث أن لا أحد يرغب في التعامل مع علامةٍ تجاريةٍ لا تمنحه سببًا للاهتمام، ولا تفترض أنه إذا كان منتجك رائعًا فسيتحدث عن نفسه بشكلٍ تلقائي.
في نهاية الأمر ينحصر نجاح المسوق الرقمي في القدرة على رواية القصة بشكلٍ جيد، وهي من أكثر المهارات قيمةً والتي يجب أن يمتلكها كل مسوقٍ أي أن يكون راوي قصصٍ ممتاز، ويعرف كيفية صياغة القصص وسردها، وجذب انتباه الجمهور، وتوجيه الرسائل المهمة حول المنتج بأقصر الطرق.
تذكر دائمًا أن التسويق يدور بشكلٍ أساسي حول وضع نفسك في مكان الشخص المستهدف، وفهم رغباته واحتياجاته، وهو ما يتطلب تفكيرًا وتعاطفًا هائلًا، وهو إلى حدٍ كبير مهارةٌ مكتسبة يمكنك بناؤها من خلال السعي دائمًا لفهم مشكلة العميل وكيف يفكر، وإعطاء قيمةٍ لما يفكر فيه.
3- التسويق ليس مجانيًا لكنه قد يكون رخيصًا
بالإضافة إلى تكلفة التصميمات نفسها، ستحتاج أيضًا إلى التخطيط جيدًا لكيفية إنفاق الميزانية المحددة بحكمةٍ لتحقيق الهدف من الحملة التسويقية، في عالم التسويق هناك قولٌ مأثور: عليك إنفاق المال لكسب المال، ومع ذلك فإن مقدار الأموال التي تنفقها على الحملة التسويقية متروكٌ لك تمامًا.
ومع التطور التقني فإن أشكال التسويق أصبحت متنوعةً للغاية ولا تقتصر فقط على اللوحات الإعلانية والإعلانات التلفزيونية، فهناك العديد من أشكال التسويق التي لا تُكلف الكثير من المال، ولكن تتطلب منك لكي تتميز وتكون المسوق الرقمي الذي يتطلع إليه الجميع أن تكون مبدعًا وتفكر خارج الصندوق بصورةٍ دائمة.
إن إعلانًا صغيرًا معدٌ بعنايةٍ عبر موقع يوتيوب، أو رسالة بريد إلكتروني مصممةٌ باحترافية يمكن لها أن تترك أثرًا لدى المستهدفين وتحولهم إلى عملاء دائمين، وبالتالي تذكر أن التسويق لا يتعلق دائمًا بالمبلغ الذي ترغب بإنفاقه بل يتعلق بمدى استعدادك لأن تكون مبدعًا.
4- دراسة المنافسين
لا تقم بحملةٍ تسويقيةٍ دون دراسة منافسيك بشكلٍ كامل والنظر إلى ما يفعلونه فهذا أمرٌ مشروعٌ تمامًا، حيث أن أفضل المسوقين يرغبون دائمًا في معرفة من هم منافسوهم المباشرون، وما هي نقاط قوتهم وضعفهم ومقارنتها بما يقومون به.
وبالتالي بصفتك المسوق الرقمي لعلامة ما فإن هذا يوفر لك ذلك فكرةً عما تواجهه ويمكن أن يساعدك على المضي قدمًا، على سبيل المثال: إذا كان منافسك يقع ضمن أعلى 3 نتائج بحث في جوجل، فهذا يعني أنك بحاجة إلى التركيز على تحسين محرك البحث لموقعك، ومعرفة ما إذا كانت هناك أي فجواتٍ يجب عليك العمل عليها للحصول على مكانٍ أعلى منه في نتائج البحث.
5- تعزيز العلاقات مع العملاء الحاليين والمحتملين
الغرض من التسويق بالكامل وأن تكون المسوق الرقمي الناجح هو بناء علاقةٍ جيدةٍ ومستمرةٍ مع العملاء الحاليين والمحتملين، ويبدأ هذا من اللحظة التي يصادفون فيها علامتك التجارية ويبدأون في التفاعل معها، وأبرز خطأ يمكن أن تقع فيه هو الاكتفاء فقط بتنمية العلاقات عبر رسائل البريد الإلكتروني الآلية.
يجب عليك الابتكار في تصميم الرسائل الإلكترونية بعنايةٍ، وجعلها شخصيةً أكثر تخاطب من خلالها العميل أو الجمهور المستهدف مباشرةً. كما توفر منصات التواصل الاجتماعي أيضًا مساحةً كبيرةً للتفاعل، حيث يمكن للمسوق العثور على الجمهور على منصاتٍ مختلفةٍ والتفاعل معهم مباشرة.
الحصول على المزيد من التفاعل وتقديم الحوافز المناسبة لجذب انتباه الجمهور من خلال تقديم استطلاعات الرأي، أو الدراسات الاستقصائية، أو الحوافز الشخصية؛ وذلك للحفاظ على تفاعل العملاء واهتمامهم بموقعك على الويب وحسابات منصات الوسائط الاجتماعية.
6- كن مستمعًا جيدًا ومتجاوبًا مع العملاء
في عالم التسويق من المهم الاستماع إلى ما يُقال عن علامتك التجارية على منصات التواصل الاجتماعي أو عبر خانة التعليقات في موقع الويب، حيث أن تجاهل ردود أفعال العملاء من شأنه أن يفوت عليك الكثير من الفرص لتطوير الحملة.
ربما يواجه شخصٌ ما مشكلةً مع علامتك التجارية ويتحدث عنها بشكلٍ صاخبٍ للغاية على منصة تويتر، وبالتالي إذا كنت المسوق الرقمي للعلامة التجارية فسيكون لديك الفرصة لمعرفتها في وقتها والتعامل معها بشكلٍ احترافي لتبديد المخاوف حول العلامة التجارية.
نجد أن الكثير من الأشخاص يذهبون إلى منصات التواصل الاجتماعي لطرح الأسئلة على أمل أن يجيبهم أحدٌ ما، ومن ثم إذا كنت تتابع بنشاط فلديك الفرصة للرد، والتواصل مباشرةً مع العملاء وإجراء محادثاتٍ معهم بشكلٍ منتظمٍ ومباشر.
وتذكر، قد لا تبدو رعاية متابعٍ واحدٍ على منصات التواصل الاجتماعي مهمةً أو تستحق الوقت لمعظم المسوقين، لكن المسوق الرقمي المحترف يعرف أهميتها، حيث يعتبر انعكاسًا للعلامة التجارية التي يقوم بالتسويق لها، وتأكد أن الجمهور سيلاحظ الأمر عندما تكون متجاوبًا، مما يساعدك على بناء الثقة بينك وبين العميل وهذه فرصةٌ لجذب عملاء محتملين.
7- التسويق ليس مبيعات فقط
يفترض الكثير من المسوقين أن التسويق يتعلق فقط في عمليات البيع وتحقيق الإيرادات، ومع أن هذا قد يكون صحيحًا خاصةً للشركات الناشئة، إلا أنك بصفتك المسوق الرقمي للعلامة التجارية فإن التسويق يبدأ وينتهي بالشغف والمتعة والمرح.
فبعد كل شيء إذا لم تُحب عملك فلن يكون عملاؤك كذلك، وبالتالي افعل كل ما تريده بفضولٍ ومرح وستجد أن النتائج أكثر سهولةً مما لو كنت ملتزمًا بالطريق الصعب، فشركاتٌ مثل جوجل وريد بول حملاتها دائمًا لديها روح المتعة والمرح، وهذا يخبرك بضرورة السعي للاقتباس وتطوير الأفكار ولن تمر أبدًا بلحظة مملة.
اقرأ ايضاً: أفضل أدوات التسويق الرقمي في 2022
الخلاصة
يجب أن يسعى المسوق الرقمي المتميز دائمًا إلى فصل نفسه عن منافسيه، وهذا يأتي من خلال الابتكار في التسويق، وتجربة أشياء جديدة، ووضع أفكارٍ جديدةٍ موضع التنفيذ في سبيل الارتقاء إلى القمة.
وكما نعلم جميعًا أن الأعمال التجارية تتغير باستمرار، مثلًا في العامين الماضية فقط رأينا كيف غيّرت جائحة كورونا الطريقة التي تُدار بها الأعمال، حيث أصبحت بعض الشركات أكثر إبداعًا، وعدلت استراتيجياتها التسويقية، واستطاعت المحافظة على نموها نتيجةً للابتكار في الحملات التسويقية والتي تعتمد على المسوق بصورةٍ أساسية.
وبالتالي ستؤدي مواكبتك لآخر الأخبار والمناقشات والتكنولوجيا إلى إبقاء شركتك في المسار الصحيح بغض النظر عن أي تأثيرٍ خارجي، حيث أن عالم التسويق متجددٌ بصورةٍ مستمرةٍ ولا يقف على أرضيةٍ واحدةٍ لفترةٍ طويلةٍ، وهنا يأتي دورك كمسوق في مواكبة هذه التغييرات لتحقيق الأهداف التي ترغب فيها عند القيام بحملةٍ تسويقيةٍ للعلامة التجارية.
انشاء عروض تسويقية ناجحة، مهارة مهمة يحتاجها المسوق ولمعرفة كيف تكتسبها سجل في دورة العروض التسويقية مع أ. محمد اليافعي.